يبدأ الطفل باستكشاف العالم من حوله منذ ولادته بولادة الحواس لديه ، وبهن يتعرف الطفل على جميع الأشياء من حوله. لذا فإن ولادة حاسة النظر لديه من الأمور الأكثر أهمية لتحفيز عقله وتنمية وتطوير جميع قدراته ومهاراته.تعتبر حاسة الإبصار من الحواس التي تحتاج إلى تطور بشكل تدريجي ملائم لعمر طفلك وإحتياجاته وتختلف بالشكل التالي :
من الولادة حتى السنة الأولى:
– الطفل الوليد يستطيع التعرف على أمه وبعض الأجسام الكبيرة على مسافة ٨-١٠ بوصه ولكنه يرى الأشياء من حوله بشكل ضبابي وتكون حركة العينين غير متناسقة عند متابعته للأجسام المتحركة وهذا أمر طبيعي ، حتى يصل إلى الشهر الثالث.
بعض العلامات الغير طبيعية في هذه الفترة:
- الإفراز الزائد للدموع.
- حمرار الجفن
- الحساسية الزائدة للضوء
- بياض حدقة العين
وفي حال ملاحظة أحد هذه الأعراض يجب التوجه فورا لطبيب الأطفال أو أخصائي البصريات.
- من الشهر الخامس وحتى الثامن، يستطيع الطفل السيطرة على حركة العينين بتناسق أكبر عند رؤية الأجسام متوسطة الأحجام إلى الصغيرة نسبياً ويتمكن أيضاً من رؤية الألوان بصورة جيدة.
- في الفترة الواقعة بين الشهر التاسع وحتى السنة ، يستطيع معظم الأطفال الزحف والمشي مما يحفز لديهم قدراتهم البصرية لرؤية الأجسام الصغيرة جدا والتنسيق بين حركة العين واليد لإلتقاطها وتقدير المسافات بدقة أكبر.
من عمر السنتين حتى الخمس سنوات :
تزيد القدرات البصرية للطفل في هذه المرحلة لتشمل :
- مهارة دمج الرؤية بعينيه الإثنتين
- مهارة حركة عضلات العين وتعاونها مع حركة اليدين
- مهارة التمييز حجم ومقاس ولون الأجسام
- مهارة الذاكرة المرئية التي يحتاجها في الفهم والقدرة على تخيل الاشياء المحسوسة
يمكن تنمية هذه المهارات بالرسم أو التلوين أو القراءة التي تساعد بدورها على تطور النمو البصري بشكل تام وتمنح الطفل رؤية سليمة.
كشفت دراسة رابطة الصحة العامة الأمريكية بأنه هناك ما يقارب ١٠٪ من حالات مشاكل الرؤية كالحول أو كسل العين عند الأطفال دون الخمس سنوات ، وأن هؤلاء الأطفال الأكثر عرضة لتدهور النظر لديهم ، لعدم ملاحظتهم أو شعورهم بأية أعراض ، ولكن هناك بعض العلامات الدالة على مثل هذه المشاكل مثل:
- حول العينين.
- إمالة الرأس عند النظر.
- الجلوس أمام شاشة التلفزيون أو القراءة على مسافات قريبة.
- الحكة المستمرة في العينين.
- انحراف العين الى الداخل أو الخارج.
- الحساسية الزائدة للضوء.
ملاحظة وجود قصور في أداء الطفل لبعض النشاطات أو الألعاب التي تعتمد على النظر. لذا في حالة وجود أي من هذه الملاحظات يجب التوجه إلى أخصائي البصريات ليقوم بإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاج الأمثل لكل حالة .
ماهي المشاكل البصرية الأكثر شيوعاً عند الأطفال ؟
١) العيوب الإنكسارية :
– طول النظر: من أكثر العيوب الإنكسارية شيوعاً عند الأطفال ، ينتج عن عدم تصحيحها ظهور حول داخلي.
– قصر النظر واللابؤرية والتي قد ينتج عن عدم تصحيحها حول خارجي.
معظهم الحالات يتم تصحيحها بإستخدام النظارات الطبية التي تمنح الطفل رؤية أفضل وتمنع ظهور الحول لديه.
٢) الحول : وهو انحراف العين إلى الداخل أو الخارج يمينا أو يسارا بعين واحدة أو بالعينين ويمكن تصحيح الحول بالنظارات أو الجراحة في بعض الحالات المتقدمة.
٣) كسل العين: يحدث غالباً في عين واحدة نتيجة وجود ضعف الرؤية فيها بسبب :
- عيب إنكساري عالي
- تزامناً مع بعض أنواع الحول
- وجود سبب مرض خلقي بالعين كعتامة العدسة
تنقل هذه العين صورة غير واضحة فيقوم المخ بتجاهلها مما يؤدي إلى كسلها، لذا يمكن علاج كسل العين بالنظارات أو بإتباع برنامج تغطية العين السليمة لفترات يحددها أخصائي البصريات تناسب حالته.
٤) بعض أمراض العيون الشائعة: كالماء الأبيض ، الرأرأة وغيرها.
كيف يمكنك مساعدة طفلك؟
هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها في المنزل لاستمرار تطوير المهارات البصرية بنجاح لدى طفلك ، ولكي ينجذب إليها الطفل يجب أن يطغى عليها الطابع الترفيهي ومنها:
توفيرك لبعض الألعاب التي تمني المهارات البصرية أو القيام ببعض الأنشطة ، تحفز الطفل على بذل مجهود أكبر لتطوير عملية الرؤية لديه مثل
- ممارسة ألعاب الرمي و إلتقاط الكرة
- قراءة القصص القصيرة والمشوقة
- بعض ألعاب الذاكرة بسيطة
- أنشطة القص واللصق والتلوين
- اللعب في الهواء الطلق كالدراجة أو ركوب الخيل.
من المهم جداً ألا ترغمي طفلك على ارتداء النظارات الطبية، لأنه سيقاومك وسيرفضها. انتظري الوقت الملائم، مثل أن يكون مزاجه جيداً لتعريفه إليها، وإخباره عن مدى فائدتها في مساعدته على رؤية الأشياء التي يحبها بوضوح أكثر.شرائك للإطارات الملونة والمناسبة لعمره وجعله يختارها بنفسه ، مع تقديم بعض النصائح له عند اختيارها.عند خضوع طفلك لبرنامج التغطية فإن إختياره للأغطية المزينة بالرسوم الجميلة أو ترك الحرية له بالرسم عليها من الأمور التي تشجعه للإستمرار عليها ، ولا تنسي تحفيزك له ببعض المكافأت.
وأخيرا عند ملاحظتك لأي من هذه العلامات عليك التوجه لطبيب الأطفال أو أخصائي البصريات ليتم الكشف المبكر عنها ومساعتدك في علاجها
